ان نزلات البرد منتشرة للغاية ومثل السعال ناتج عن التهاب المسالك التنفسية الفيروسي. يصاب الأطفال بنزلات البرد بشكل متكرر أكثر من البالغين بمعدل 5 إلى 6 نزلات برد مقارنةً بما يتراوح من 2 إلى 4 نزلات البرد في البالغين ، على الرغم من أن هذا يمكن أن يصل إلى 12 من نزلات البرد في الأطفال. الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 8 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بنزلة برد ، ويمكن أن تظهر للوالدين للطفل أن الطفل يصاب بنزلة برد واحدة تتبع الآخرة دون راحة. بحلول سن العاشرة ، يكون عدد نزلات البرد المتعارف عليها هو نصف عدد نزلات البرد للأطفال الذين تم تسجيلهم في سن ما قبل المدرسة.
تصل نسبة الاصابة بالبرد إلى ذروتها في شهري ديسمبر ويناير ، وربما يرجع ذلك إلى زيادة الازدحام داخل المباني خلال الطقس البارد ، وخاصة بين تلاميذ المدارس.
المسببات المرضية لنزلات البرد وكيفية انتقال العدوى
يمكن ان يسبب اكثر من 200 نوع من الفايروسات اعراض نزلات البرد بما في ذلك فايروس (rhinoviruses) (الذي يسبب 30-50 % من حالات نزلات البرد ) وكذلك فايروسات (Coronaviruses) و (Parainfluenza virus)
و ( Respiratory syncytial virus and Adenovirus) .
انتقال العدوى هو في المقام الأول عن طريق ملامسة الفيروس للأيدي ، ثم لمس الأنف والفم والعينين (انتقال الاتصال المباشر).النقاط التي تسقط من الانف على اسطح الطاولات او مقابض الابواب وعلى الهواتف .يمكن أن تظل الفيروسات المسببة لنزلات البرد قابلة للحياة على هذه الأسطح لعدة ساعات ، وعندما يلمس شخص غير مصاب السطح الملوث ، يحدث الانتقال.
كما يمكن ان ينتقل الفايروس المسبب لنزلات البرد عن طريق السعال او العطاس ولكن تعتبر هذه الية ثانوية للانتقال هذا هو السبب في أن النظافة الجيدة (غسل الأيدي بشكل متكرر واستخدام المناديل الورقية) تظل حجر الزاوية في الحد من انتشار نزلات البرد.
بمجرد تعرض الفيروس للغشاء المخاطي ، فإنه يغزو النسيج الخارجي للأنف والقصبة الهوائية ، ويتصل بمستقبلات معينة ويسبب تلفًا للخلايا الهدبية. وهذا يؤدي إلى إطلاق وسطاء التهابية(Inflammatory Cytokines)، مما يؤدي بدوره إلى التهاب الأنسجة المبطنة للأنف.زيادة نفاذية جدران الخلايا الشعرية يؤدي الى تجمع السوائل في الخلايا ، والتي يعاني منها المريض كاحتقان الأنف والعطاس. قد تنزل السوائل أسفل مؤخرة الحلق ، وتنشر الفيروس إلى الحلق والصدر العلوي ، مما يسبب السعال والتهاب الحلق. تكون نزلات البرد اكثر قابلية للانتشار وتسبيب العدوى خلال أول يوم او يومين من بدء ظهور الأعراض.
اعراض نزلات البرد
أعراض نزلات البرد معروفة. ومع ذلك ، ستتأثر طبيعة وشدة الأعراض بعوامل مثل العامل المسبب وعمر المريض والحالات الطبية التي يعاني منها المريض .بعد فترة الحضانة التي تتراوح بين 1 و 3 أيام على الرغم من أن هذه الفترة يمكن أن تكون اقصر (ما بين 10 إلى 12 ساعة) ، يصاب المريض بالتهاب في الحلق والعطس ، يليه إفرازات غزيرة وفيرة في الأنف.السعال يتبع عادة. بالإضافة إلى ذلك ، قد يكون هناك صداع وحمى خفيفة إلى معتدلة (أقل من 38.9 درجة مئوية ؛ 102 درجة فهرنهايت) وشعور بالوهن العام.تنحل معظم نزلات البرد خلال أسبوع واحد ، لكن ما يصل إلى ربع الأشخاص سوف تظهر عليهم أعراض تدوم 14 يومًا أو أكثر.
هل يوجد فرق بين الانفلونزا ونزلات البرد ؟
غالبًا ما يستخدم المرضى كلمة "أنفلونزا" عند وصف نزلات البرد. ومع ذلك ، فإن الاختلافات الدقيقة في الأعراض بين الحالتين يجب أن تسمح بالتمايز. من المفيد أن نتذكر أن موسم "الإنفلونزا" يميل إلى أن يكون بين ديسمبر ومارس ، في حين أن نزلات البرد ، على الرغم من أنها أكثر شيوعًا في أشهر الشتاء ، يمكن أن تحدث في أي وقت.ظهور الإنفلونزا مفاجئ والأعراض النموذجية هي الرجفة ، قشعريرة ، توعك ، ألم ملحوظ للأطراف ، الأرق ، سعال غير منتج (السعال في نزلات البرد عادة ما يكون منتجا) وفقدان الشهية.لذلك فإن الإنفلونزا عادة ما تكون موهنة ، ومن المرجح أن يرسل الشخص المصاب بالأنفلونزا طرفًا ثالثًا إلى الصيدلية للعلاج بدلا عنه. الأعراض تتحسن بعد حوالي 5 أيام مع الشفاء بعد أسبوع أو أكثر.
تعد برامج التطعيم ضد الإنفلونزا أهم تدبير وقائي للحد من حالات الإصابة بالأنفلونزا والمضاعفات المرتبطة بالأنفلونزا في الفئات المعرضة للخطر.